بقلم المهندس/ طارق بدراوى
هذا الضريح المتواجد علي ضفاف نيل أسوان وعلي ربوة عالية هو مدفن أغا خان الثالث واسمه الحقيقي السلطان محمد شاه وهو هندى الأصل وكان زعيما لطائفة الشيعة الإسماعيلية والتي تزعمها بعد وفاة أبيه أغا خان الثاني وكان سنه 7 سنوات فقط وتعلم تعليما عاليا متميزا شرقيا وغربيا حيث بدأ تعليمه في بلده ثم أكمل تعليمه ودرس في جامعة كامبردج العريقة في إنجلترا
وقد جاء أغا خان الثالث إلى أسوان في عام 1954م وهو يعاني من الروماتيزم وآلام شديدة في العظام وعلي الرغم من غناه لم تشفع له ملايينه في العلاج الشافي فنصحه أحد الاصدقاء بزيارة أسوان حيث أن الجو فيها يكون دافئا في الشتاء فسمع النصيحة وحضر مع زوجته وحاشيته إلى أسوان ونزل بفندق أولد كتراكت أشهر وأفخم فنادق أسوان في ذلك الوقت وكان لا يستطيع المشي وكان يتنقل على كرسي متحرك وجاءوا إليه بأفقه شيوخ النوبة في الطب فأشار عليه بضرورة دفن نصف جسمه السفلي في رمال أسوان يوميا لمدة 3 ساعات وسط دهشة وسخرية أطبائه الأجانب ولكنه لم يأبه ونفذ نصيحة الطبيب النوبي وبعد أسبوع بالتمام عاد إلي الفندق ماشيا علي قدميه ومن يومها صمم علي زيارة أسوان والإقامة بها في الشتاء وقام بشراء فيلا للإقامة بها بدلا من الإقامة بالفنادق وقد توفي بها بعد 3 سنوات أي في عام 1957م ثم بني له الضريح المرفق صورته بعد سنتين ونقلت رفاته إليه وقد قام بتصميمه المهندس المعمارى فريد شافعي علي الطراز الفاطمي فقد بني من الحجر الجيرى الوردى بينما بني القبر من الرخام الكرارة الإيطالي الأبيض
وجدير بالذكر أن زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة قد دأبت علي وضع وردة حمراء علي قبر زوجها كل يوم مدة وجودها في أسوان وينوب عنها بستاني فيلتها في هذا الأمر عند غيابها وقد عاشت طويلا بعد وفاة زوجها فقد توفيت عام 2000م وهي فرنسية الأصل وكانت ملكة جمال فرتسا عام 1930م واسمها الأصلي قبل إسلامها وزواجها من أغا خان هو ايفون بلانش لابروس وقد توفيت في لوكانيه بفرنسا عن عمر يناهز 94 عاما وتم نقل جثمانها إلى أسوان لتدفن إلى جوار زوجها
وجدير بالذكر أن هذا الضريح وإن كان ليس مثلا بفخامة ضريح تاج محل في الهند إلا أنه يعد من المزارات السياحية الهامة في أسوان والتي يحرص كل زائر لها علي زيارته سواء المصريين أو الأجانب لكونه رمز لعشق رجل أجنبي لبلد أحبها وكتب الله له الشفاء في رمالها وتحت شمسها الدافئة وكذلك رمز لقصة حب ووفاء نادرة بين أغا خان وزوجته البيجوم أم حبيبة امتدت حتي بعد مماته فتجدها تحرص علي أن تهديه صباح كل يوم وهو في قبره تحت التراب وردة حمراء وكأنها رمز للحياة والحيوية والنشاط وهي تتخيل وكأنه علي قيد الحياة وسيتناولها منها ويشم رائحتها العبقة الزكية